عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

مسعود فقال: أي قوم ألستم بالوالد[1]؟ قالوا: بلى قال: أَوَلست[2] بالولد[3]؟ قالوا: بلى، قال: فهل تتهموني؟ قالوا: لا، قال: ألستم تعلمون أنّي استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا[4] علَيّ جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني، قالوا: بلى، قال: فإنّ هذا قد عرض لكم خطة[5] رشد اقبلوها ودعوني آته قالوا: ائته فأتاه فجعل يكلم النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- نحواً من قوله لبديل فقال عروة عند ذلك: أي محمد[6] أرأيت إن استأصلت[7] أمر قومك[8] هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أصله[9] قبلك وإن تكن الأخرى[10] فإنّي والله لأرى[11] وجوهاً[12] وإنّي لأرى أشواباً[13] من الناس


 



[1] قوله: (بالوالد): أي: مثل الأب في الشفقة لولده.

[2] قوله: (ألستم): لي.

[3] قوله: (بالولد): مثل الابن في النصح لوالده.

[4] قوله: (فلما بلحوا): التبليح: الامتناع.

[5] قوله: (خطة): خصلة خير وصلاح وانصاف.

[6] قوله: (أي محمد): صلى الله عليه وسلم.

[7] قوله: (استأصلت): استهلكتهم بالكلية.

[8] قوله: (أمر قومك): قريش.

[9] قوله: (اجتاح أصله): الاجتياح: هلاك كردن، اجتاح أي: أهلك.

[10] قوله: (الأخرى): فلا يخفى ما يفعلون بك.

[11] قوله: (والله لأرى): حاصله: إنّي لا أرى معك أعيان الناس وشرفائهم إنّما معك أخلاط من الناس كلّ رجل من قبيلة على حدة فلا يمكن الايتلاف بينهم فإنّي أراهم خليقاً وحقيقاً  بأن يفروا إذا لاقوا ويدعوك ولم يعلم عروة أنّ مودة الإسلام أقوى من مودة القرابة وتأليف الربّ أبقى من تأليف النسب.

[12] قوله: (وجوهاً): أعياناً.

[13] قوله: (أشواباً): أخلاطاً.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470