عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

منها بركت به[1] راحلته فقال الناس: حل حل[2] فألحت[3] فقالوا: خلأت القصواء[4] خلأت القصواء فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل[5] ثُمّ قال: والذي نفسي بيده لا يسألوني[6] خطة[7] يعظمون فيها حرمات الله إلاّ أعطيتهم إياها ثُمّ زجرها فوثبت قال: فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء[8] يتبرضه الناس[9] تبرضا فلم يلبثه الناس[10] حتى نزحوه وشكي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العطش فانتزع سهماً من كنانته ثُمّ أمرهم أن يجعلوه فيه فوالله ما زال يجيش[11] لهم بالري حتى صدروا[12] عنه فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خـزاعـة وكانوا عيبة[13] نصح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أهل تهامة فقال[14]:


 



[1] قوله: (بركت به): صلى الله عليه وسلم.

[2] قوله: (حل حل): زجر للراحلة.

[3] قوله: (فألحت): ولم تسر.

[4] قوله: (خلأت القصواء): أي: حزنت وتصعبت القصواء اسم الناقة المباركة.

[5] قوله: (حابس الفيل): لأنّهم لو دخلوا قبل الصلح وصدهم قريش لوقع فيهم ما يفضي إلى سفك الدماء.

[6] قوله: (لا يسألوني): أي: قريش.

[7] قوله: (خطة): أي: خصلة.

[8] قوله: (على ثمد قليل الماء): الثمد الماء القليل وما بعده تأكيد له.

[9] قوله: (يتبرضه الناس): أي: يأخذه الناس قليلاً قليلاً.

[10] قوله: (فلم يلبثه): أي: لم يتركوا الناس ذلك الماء حتى نزحوه ولم يبقوا منه شيئاً.

[11] قوله: (يجيش): جوش مي زد.

[12] قوله: (حتى صدروا): رجعوا عن الماء مرويين.

[13] قوله: (وكانو عيبة): أي: موضع سره وأمانته، "العيبة" مستودع خير الثياب شبه صدرهم الحافظ للأسرار والأمانات بالعيبة.

[14] قوله: (فقال): بديل.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470