وسلم-: أَوَ مُخرجيَّ هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئتَ به إلاّ عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً، ثُمّ لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي.
٤ - إنّ جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه: بينا أنا أمشي إذ سمعتُ صوتاً من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت [1] منه فرجعت فقلتُ: زمّلوني زمّلوني، فأنزل الله تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ ]١[قُمۡ فَأَنذِرۡ]٢[وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ]٣[وَثِيَابَكَ فَطَهِّرۡ]٤[﴾ إلى قوله: ﴿ وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ﴾ [المدثر: ١-٥] فحمي الوحي وتتابع تابعه عبد الله بن يوسف وأبو صالح وتابعه هلال بن رداد عن الزهري وقال يونس ومعمر: بوادره [2] .
٧ - عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أنّ عبد الله بن عباس أخبره أنّ أبا سفيان بن حرب أخبره أنّ هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجّاراً بالشأم في المدة التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش فأتوه وهم بإيلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ثُمّ دعاهم ودعا ترجمانه فقال: أيّكم أقرب نسباً بِهذا الرجل الذي يزعم أنّه نبي؟ قال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربُهم نسباً، فقال: أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثُمّ قال لترجمانه: قل لهم [3] إنّي سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه، فوالله! لولا الحياء من أن يأثروا عليّ كذباً لكذبتُ عنه ثم كان أوّل ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب، قال: فهل قال هذا