عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا، قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا، قال: فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم، قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، قال: فهل يرتدّ أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا، قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، قال: فهل يغدر؟ قلت: لا ونحن منه في مدّة لا ندري ما هو فاعل فيها، قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئاً غير هذه الكلمة، قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم، قال: فكيف كان قتالكم إيّاه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجال ينال منّا وننال منه، قال: ماذا يأمركم؟ قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة، فقال للترجمان: قل له: سألتُك عن نسبه فذكرت أنّه فيكم ذو نسب وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها وسألتُك هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا، قلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلتُ: رجل يأتسي بقول قيل قبله وسألتك هل كان من آبائه من ملك فذكرت أن لا، فقلتُ: فلو كان من آبائه من ملك، قلت: رجل يطلب ملك أبيه وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال، فذكرت أن لا فقد أعرف أنّه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أنّ ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل وسألتك أيزيدون أم ينقصون فذكرت أنّهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم وسألتك أيرتدّ أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فذكرت أن لا وكذلك الإيمان حين [1]  تخالط بشاشته القلوب وسألتك هل يغدر فذكرت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك بما يأمركم فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم


 



[1] قوله: (حين): هو رواية الأكثر وهو الصواب.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470