عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها: ألم تري أنّ قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم، فقلت: يا رسول الله! ألا تردّها على قواعد إبراهيم؟ قال: لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت، فقال عبد الله[1]: لئن كانت عائشة -رضي الله عنها-[2] سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترك استلام الركنين[3] اللذين يليان الحجر إلاّ أنّ البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم.

١٥٨٤ - عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الجدار[4] أمن البيت هو؟ قال: نعم، قلت: فما لهم لم يدخلوه في البيت؟ قال: إنّ قومك قصرت بِهم النفقة، قلت: فما شأن بابه مرتفعاً؟ قال: فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا ولولا أنّ قومك حديث عهدهم بالجاهلية[5] فأخاف أن تنكر قلوبُهم أن أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه بالأرض.

١٥٨٥ - عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم: لولا حداثة قومك بالكفر لنقضت البيت ثم لبنيته على أساس إبراهيم[6] عليه السلام فإنّ قريشاً استقصرت بنـاءه وجعـلت لـه خلفاً. وقال أبو معاوية: حدثنا هشام خلفاً يعني: باباً.


 



[1] قوله: (قال عبد الله): بن عمر رضي الله تعالى عنهما.

[2] قوله: (لئن كانت عائشة): ليس شكّاً في قولها ولا تضعيفاً لحديثها فإنّها الحافظة المتقنة لكنه جرى على ما يعتاد في كلام العرب من الترديد للتقرير واليقين كقوله تعالى: ﴿وَإِنۡ أَدۡرِي لَعَلَّهُۥ فِتۡنَةٞ﴾ الأنبياء: ١١١، قسطلاني رحمه الله تعالى.

[3] قوله: (الركنين): وذاك لأنّ داخل الحجر جدار بنتها قريش وليست من الكعبة فلذلك لم يستلمها.

[4] قوله: (عن الجدار): خارج الحجر.

[5] قوله: (بالجاهلية): لا دخلت الجدار في البيت وألصقت الباب بالأرض.

[6] قوله: (أساس إبراهيم): الذي أخرجوه من الكعبة.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470